/ ليس ذلك إلا للمؤمن
:
ليس للكافر حظٌّ في هذه العبادة العظيمة ، فهو
يتخبط في ظلمات الكفر والجهل والهوى ، لا يعرف للحياة هدفاً ، ولا لوجوده معنى إلا
إشباع شهواته ونزواته الحيوانية ، فحياته أشبه بحياة البهائم ، بل أحقر وأضل ،
ضرره أكثر من نفعه ، وموته أفضل من حياته
، وهو وإن حقّق نجاحاً في الظاهر في بعض الأمور ؛ إلا أنه نجاح دنيوي مؤقت سرعان
ما ينتهي ويزول ، أما في الآخرة فليس له إلا النار (( مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ
* أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ
مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )) ( هود : 15-
16 )
أما المؤمن فله شأن آخر ؛ عرف الله فآمن به
وبقضائه وقدره ، فإذا همّ بأمر من الأمور ، أو خفى عليه وجه الصواب فيها ؛ وقف بين
يدي ربه خاشعاً متطهراً ، يستخيره طالباً منه الهداية والتوفيق والسداد ، فإذا فرغ
من صلاته مضى في طريقه مستعيناً بالله متوكلاً عليه ، راضياً بقضائه وقدره ،
موقناً بأن الله على كل شيء قدير ، وأنه بكل شيء عليم ، وأن الخيرة فيما اختاره
الله ، وإن لم يتبين له ذلك على الفور ، فيختار الله له كل خير ، ويصرف عنه كل شر
، فيسير في هذه الحياة على نور من الله وهدى ، ويحقق – بإذن الله – نجاحاً منقطع
النظير ؛ ليس نجاحاً دنيوياً فحسب ، بل نجاحاً دائماً في الدنيا والآخرة .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire