ما قبل الاستخارة


/ ما قبل الاستخارة :
يشرع للمسلم قبل الاستخارة أن يستشير أحبابه ومن يثق من  العلماء والأساتذة وطلاب العلم ، وغيرهم من أهل الخبرة والاختصاص والمعرفة ، قال تعالى مخاطباً نبيه المؤيد بالوحي : ((  وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ )) ، فالاستشارة عين الهداية ، وقد خاطر من استبّد برأيه .
 وفي ذلك قالت العرب : الرجال ثلاثة ؛ فرجل رجل ، ورجل نصف رجل ، ورجل  لا رجل ، فأما الأول فهو الذي له عقل ويستشير ، وأما الثاني فهو الذي له عقل ولا يستشير ، وأما الثالث فهو الذي لا عقل له ولا يستشير .
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : المشورة والمناظرة بابا رحمة ، ومفتاح بركة ، لا يضل معهما راي ، ولا يفقد معهما حزم .
وقال الفضيل : المشورة فيها بركة ، وإني لأستشير هذه الحبشية الأعجمية .. يعني جاريته .
 وقال بعض الحكماء : المشورة مع السداد ، والسخافة مع الاستبداد .
وورد في الأثر : لا خاب من استخار ، ولا ندم من استشار .
 وجاء في منثور الحكم : من شاور الناس شاركهم في عقولهم .
ومما قاله الشعراء :
شاور سواك إذا نابتك نائبةٌ     يوماً وإن كنتَ من أهل المشوراتِ
فالعينُ تنظُرُ منها ما دنا ونأى       ولا ترى نفسَها  إلا بمرآةِ
وقال آخر :
لا تستشرْ غيرَ ندبٍ حازمٍ فطنٍ     قد استوى منه إسرارٌ وإعلانٌ
فللتدابير فرسانٌ إذا ركضوا        فيها أبَرُّوا كما للحربِ فرسانٌ

 وبعد ؛ أخي المسلم .. أختي المسلمة
فإن الاستخارة هي خطوة أساسية في طريق النجاح ؛ بل التوفيق والفلاح في الدنيا والآخرة بإذن الله ، ولكن لا بد  معها – إن لزم الأمر – من خطوات أُخَر من تخطيط وتنظيم واستشارة ، واستفادة من تجارب الآخرين ، وفعل ما يمكن فعله من الأسباب الشرعية المباحة دون حاجة إلى التعلق بالمخلوقين .
فإذا صدق العبد في استخارته وتوكله على الله ؛ يسّر الله له جميع الأسباب ، وفتح له جميع الأبواب ، وكلما أغلق في وجهه باب فُتح له باب آخر حتى يصل إلى ما قدَّره الله له من خير .
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم .

أخي المسلم ..
عليك الاستخارة في الأمور كلها ...
أخي التاجر : قبل أن توقّع عقداً ، أو تعقد صفقة ، أو تفتح محلاً ، أو تستقدم عمَّالاً ، أو تنشيء مشروعاً ... عليك بالاستخارة .

أخي الموظف : قبل أن تتقدم إلى وظيفة أو تنتقل إلى أخرى ، أو تشك في عملك ولا تدري بقاؤك فيه خير أم لا ... فعليك بالاستخارة .

أخي الطبيب : قبل أن تتخصص في قسم من الأقسام أو تنتقل من مستشفى إلى آخر ، أو تفتح عيادة ، أو تجري عملية ، أو تصف دواءً تخشى ضرره ... فعليك بالاستخارة ..

أخي المريض : قبل أن تدخل مستشفى ، أو تُجري عملية ، أو تخلع سناً ، أو تقطع عضواً ، أو تستعمل دواءً تخشى ضرره ، أو  تسافر لعلاج ونحوه .. فعليك بالاستخارة .

أخي الأب المسلم : قبل أن تشتري بيتاً أو آلة أو جهازاً ، أو تنتقل من بيت إلى آخر ، أو تستقدم سائقاً أو خادمةً ، أو تشتري لابنك سيارة ، أو تسافر بأهلك وأولادك في سياحة أو نزهة .. فعليك بالاستخارة .

أختي المسلمة : قبل أن تخرجي من بيتك لغير ما حاجة ضرورية أو تركبي مع سائق أجنبي عنكِ – ولو مع مجموعة من النساء

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire